دورة للتعريف بدين الله 

قال تعالى:

  •  أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران
  •  وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا(2) العصر

الآيات بعاليه تشير الى “دين الله” , وان هذا الدين هو الذى أسلم به لله من فى السموات والارض. وهو الدين الذى دخل فيه الناس أيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ودين الله هو الدين الواحد الذى أرسل به جميع رسله من نوح وابراهيم الى موسى وعيسى ومحمدا , وأنزل له علما موثقا فى كتبه: التوراة والانجيل والقرآن.

وهذه الدورة  تقدم التعريف بدين الله لتعلم الفرق  بينه وبين دين الناس.

ودين الله (أى الاسلام لله) ليس هو أى من الأديان المتعددة التى يعتنقها حاليا معظم أهل الكتاب ومعظم المسلمين من السنة والشيعة وأصحاب الملل المختلفة، وذلك لأنهم اختلفوا – بعد الرسل – بغيا بينهم فتركوا العلم  المنزل اليهم فى الكتاب مع رسلهم، فكفروا بآيات الله، ثم قطعوا أمرهم بينهم كل حزب بما لديهم فرحون، وتلك هى الأسباب التى ذكرها الله لاختلافهم وتقطعهم فى الآيات التالية: 

  • “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران.
  • يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) المؤمنون.
  • “وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) الأنبياء.

وهذه الآية الاخيرة بعاليه (94 من سورة الأنبياء) تقدم السبيل الوحيد للنجاة من اختلاف الذين أوتوا الكتاب – الذى أدى الى كفرهم بآيات الله – وذلك بالعودة مرة أخرى الى دين الله، واتباع معايير الرشد الواردة فى الآية وهى : فمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ

  • والرشد فى دين الله هو اختيار الإنسان لعمله وتوجهه، وهو مستدام على إيمانه، فى الحياة بحوكمة من آيات الله البينات حتى يقبل الله منه عمله (فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) الأنبياء)، وهو اجابة السؤال “الى أين تذهب أو تتوجه؟”  
  • اما حوكمة المعايير فهى بيان لكيفية صحة ذلك الايمان، وصحة ذلك العمل، أو هى الاجابة عن سؤل “كيف”. وحوكمة الايمان والعمل ضرورة لتجنب ما يزينه الشيطان من سوء عمل للناس الذين يعملون السيئات وهم يحسبون أنهم يحسنون صنع. اقرأ
    • تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) النحل
    • فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعراف
    • قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف
    • وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) الزخرف

فمن كانت ملته اليهودية او المسيحية أو السنية أو الشيعية تدعوه الى عمل غير صالح كالدعوة الى قتل من يختلف معهم فى العقيدة الدينية أو مجرد ادعاء التميز عليهم عند الله أو ظلمهم فى التعامل أو توجيه الاهانة أو الكراهية اليهم أو اكراه الناس فى الدين أو تبنى الافساد فى الأرض باسم الدين فليعلم أن قد يأخذ مفاهيمه الدينية ممن يضله عن سبيل الله، وأن عمله السئ الذى يظن أن يتقرب به الى الله انما يقربه من عذاب الله كما تبين الآيات بعاليه الا أن يتوب الى الله ويصلح بأن يحوكم مفاهيمه الدينية وعمله على معايير دين الله التى أنزلها فى آياته البينات فى كتبه والتى نشرحها تفصيلا فى مناهج تعليم هذا المعهد.

ولهذا كانت المهمة الأولى لهذا المعهد هى اعادة تقديم مفاهيم دين الله من خلال الرجوع الى ما أنزله من علم فى آياته البينات فى التوراة والانجيل والقرآن , ودون التجروء على تبديل أى من كلماته أو آياته ودون تقطيع للأمة الواحدة التى تؤمن بالله واليوم الآخر وتعمل صالحا. كما انشأ هذا المعهد لمهمة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى وهى تطوير منهج جديد لتعليم دين الله يسمى علم معايير حوكمة الرشد فى دين الله. تلك المعايير التى تبين للناس سبيل الرشد من سبيل الغى فى الدين حسب ما جاء فى الآية 256 من سورة البقرة ( لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) وعلم معايير حوكمة الرشد فى دين الله يبحث ويكتشف ويصنف ويعرف الآيات البينات التى ترشد الى مناهج الهدى والرحمة فى كتاب الله والتى تحوكم المتطلبات الثلاث من كل مؤمن وهى: العلم (أو التبين) والايمان والعمل , وشرحها كالتالى:-

1-  العلم: هو أول معايير ومتطلبات الدخول فى دين الله. والحد الأدنى فيه هو (التبين) من  أن يكون مصدر هذا العلم هو الله، وليس البشر، لتكوين القاعدة العلمية الضرورية لمفاهيم الدين والتى تقوم على آيات بينات أنزلها الله فى كتابه، وليس على تفسير البشر لها، ولا على كتب البشر من طوائف السنة والشيعة وغيرهم. والجهل بتلك القاعدة العلمية يجعل عقل الانسان فارغا من أى مناعة ضد مفاهيم الضلال الشيطانية التى تقدم له باسم الدين الخالية من أى بينات أو هدى أو رحمة من الله. وانتيجة الحتمية لاتباع تلك المفاهيم هى خسران الانسان لنفسه وأهله ودينه ودنيته واخرته.

2-  الايمان: أى حوكمة مفاهيم الايمان فى حدود التصديق بما أنزل الله من كتاب والكفر بغيره من الكب ودعاوى الدين من خارجه.

3- العمل: أى حوكمة عمل الانسان بدين الله فى نطاق  المفاهيم الدينية التى أمر الله بها فى آياته البينات المحكمات، ولا يعمل بما لم يتبينه منه.

والهدف من تلك المعايير هو أن يحوكم أو يعاير المؤمن عليها قاعدته الايمانية ومجموعة مفاهيمه وأعماله الدينية ليعرف أن كان على بينة من ربه أم هو على ضلالة زينها له الشيطان, وذلك مصداقا للآية التالية “أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) محمد”.


اكتشاف المزيد من معهد علم الرشد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

Scroll to Top