وصايا القرآن عند الاتفاق على الطلاق

عند الإتفاق على شروط الإنفصال فاجعله على أساس من تقوى الله فقط لأنه لم يستحضر الله التقوى والتحذير من الغفلة عنها فى سورة أكثر مما ذكرها فى سورة الطلاق. فاحرص على أن يبنى الاتفاق بينكما على التشاور و التراضى والمعروف بين الطرفين وليس بين المحامين. وأذكر تحذيرات الله مثل قوله (لا تضاروهن لتضيقوا عليهن، وأتمروا بينكم بمعروف).

ولو تدبرت آيات الطلاق فى تلك السورة لوجدت فيها بشريات اعظيمة لمن يتقى الله عند الطلاق لا يستغنى عنها مؤمن أبدا ولو بملأ الارض ذهبا. فاعمل بآيات سورة الطلاق ال ١٢ و تدبر فيها كلها، ولا تظن أن حديث الطلاق فيها ينتهى عند الآية السابعة فقط.

واذكر تحذيرات الله من ظلم النساء المتزوجات والمطلقات فى الآيات ١٢٨-١٣٤ من سورة النساء وانظر كم مرة أمر الله فيها الرجال بالتقوى وبالإصلاح وبالإحسان. وكم مرة حذرهم من الشح ومن الميل ظلما على المرأة. واحسب كم مرة ذكر الله أنه سبحانه يغنى كلا من سعته بعد التفرق وأنه هو الذى يملك ما فى السموات والأرض وانه كفى بالله وكيلا لمن يظلم (بضم الياء).

واحذر كل الحذر من اتباع العناد والمحامى لانهما وكلاء الشيطان إذا اجتمعا،

واحذر من الاكتساب من مكاسب القانون التى أعطاها للرجل على حساب المطلقة واعلم إنه يظلم المرأة، وتذكر دائما وعد الله لمن يظلم (وقد خاب من حمل ظلما).

ولا تتبع أحكام السنة لا فى الزواج ولا فى الطلاق لأنها تخالف صراحة كل ما جاء فى سور النساء والطلاق، واعلم أن السنة كلها موضوعة على أهواء الذين افتروا بها على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن اتبع فقط أوامر ونواهى الله المنزلة فى آياته لأنها هى فقط التى ستسأل عنها يوم القيامة والأرحام. واعلم ان زوجتك تعد من أقرب أرحامك حتى بعد طلاقها لأنها هى أم أولادك ومربيتهم وستبقى كذلك حتى تموت، ولأنها كانت صاحبة فضل عليك طوال سنين عمر الزواج، ولذلك أمر الله (ولا تنسوا الفضل بينكم).

اللهم أصلح واحسن أعمالنا واهدنا جميعا لصراطه المستقيم.

Scroll to Top