الدرس الخامس عشر : الزواج الثانى

الفهم الرشيد للمشكلة

يعتبر الزواج الثانى للرجل من إبتلاءات الحياة التى تتعرض لها الزوجة الأولى. وعندما تتفاجأ بها يكون تصرفها نلقائيا ومتسرعا ودون أى حسابات نتائج تصرفها، مما قد يخسرها كل شئ بدلا من خسارة شئ والاحتفاظ بشئ (فالعقل يقول: ما لا يدرك كل لا يترك كله). والزوجة الرشيدة لا تجعل الزواج الثانى سببا لطلاقها ولا انعزالها ولا زهدها فى الحياة، بل تجعلها فرصة لحياة جديدة أخف أحمالا (من الزوج) وأوسع رحبانا لنفسك. عليكى أن تبحثى عما يخلقه هذا الوضع الجديد من فرص شخصية جديدة لم تكن متاحة لها من قبل مثل الاهتمام بصحتك وجمالك وحياتك وطموحانك الشخصية وإشعال قدراتك على التعلم والعمل والإبداع وإثبات الذات. ولعل المحنة تنقلب منحة، وفى نفس الوقت فيه تحتفظى بما تبقى لكى من حصة الزوج، وعلى أسرتك وبيتك حتى تتجنبى التعرض لزلازل أشد. وإذا عدل الزوج بين زوجتيه فلا حجة للزوجة الأولى فى طلب الطلاق، بل عليها أن تستمر معه مادام يسكن اليها وتسكن اليه، وما دامت المودة والرحمة متصلة بينهما. فإن أهملها الزوج وتركها كالمعلقة فيحق لها الطلاق، وعلى أهل الطرفين أن يديرا عملية تفاوض عقلانى للاتفاق على شروط طلاق متحضر يبقى المودة بين الطرفين، ويحفظ حقوق الأطفال، ويحفظ لهم بيئة حياة تخلوا من مشاكل والديهم.

التصرف الرشيد مع المشكلة

لا تطلبى الطلاق إذا عزم الزوج على – أو وقع بالفعل فى – الزواج الثانى، ولا تظنى أن فى ذلك نهاية حياتك، فقد تكون بداية لحياة أرحب وأجمل بالنسبة لكى. ولا تغضبى ولا تشعلى البيت نارا. ولا تحزنى. نعم قد تكونى فشلتى – لأى سبب – فى الاستحواذ على زوجك عاطفيا وجسديا. ولكن قد تشبع الزوجة زوجها فى كل شئ، ومع ذلك يبقى دائما ناهما ولاهثا عن المزيد فلا يشبع أبدا، فربما كانت تلك جبلته، أو ربما كانت لديه حاجة حقيقية لزواج ثان لا تعلميها. المهم لا تظنى ابدا أن زواجه الثانى يمثل نهاية لحياتك، بل اجعليه بداية لحياة جديدة بالنسبة لكى. ولا تجعليه سببا لفقدان سيطرتك على نفسك، بل اجعليه سببا لاستعادة الاهتمام بنفسك وبصحتك وبنشاطات تعود عليكى شخصيا وعلى مستقبلك بالنفع والقيمة المضافة. والأهم من كل ذلك لا تجعليه سببا لخسارتك لزوجك ولا لبيتك. التصرف الرشيد فى هذه الحالة هو أن ترضين بما قدر الله لكى من أقدار، واتركى الأزمة تمر بسلام كأن شيئا لم يحدث، لعلها أزمة مؤقتة تنتهى بعد قليل لو كان فيها شرا. أو لعل الله قد جعل فيها خيرا لك لا تعلميه، فقد يكون فيها تخفيفا من أحمال الزوج الثقيله عليكى، أو تكون فرصة لإعادة اكتشاف دورك فى الحياة الذى لم تكتشفيه بعد. تعلمى مهارة أو مهنة جديدة. أحصلى على شهادة جديدة. إعملى مشروع تجارى جديد. نظمى رحلات ترفيهية وثقافية فى الداخل والخارج. اشتركى فى نادى وانتظمى فى نشاطات رياضية وبطولات جديدة. إعملى جمعية خيرية تفيدى بها الناس من علمك أو خبرتك أو طاقتك ووقتك.

التواصل مع الزوج لحل المشكلة

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة – بكل حب ولطف – وقد نزوجت بزوجة ثانية، أن تعدل بين زوجاتك فى السكن وفى المودة والرحمة، وألا تنسى قول الله “ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة” وإن تتجنب الظلم، وألا تنسى الفضل بينكم وحسن العشرة.

Scroll to Top