الدرس السابع عشر: الانشغال بالموبايل

الفهم الرشيد للمشكلة

لا ينبغى أن يكون الإدمان على الموبايل والانترنيت سببا فى الطلاق أو لتوسيع فجوة الإنعزال بينكم. والفهم الرشيد للمشكلة يجب أن يشخص المشكلة على أساس إنها حالة إنعزال عائلى اختيارى يصيب جميع أفراد العائلة من أكبرها لأصغرها. ولذلك فالعلاج يتطلب إصرار كبير وصبر طويل من الزوجة، ليس لمحاربة الموبايل والإنترنيت فحسب، ولكن لعلاج ذلك الانعزال الاختيارى فى نفسها أولا، وفى زوجها ثانيا، وفى الأولاد ثالثا الى أن يمن الله عليهم جميعا باسترجاع الحالة الطبيعية من التواصل والتفاعل العائلى، وذلك حفاظا على استدامة زواجك واسرتك وبيتك.

التصرف الرشيد مع المشكلة

إبدأى بنفسك: هل أنتى متفتحة للحديث مع زوجك وهو مشغول عنك بالموبايل؟ أم إن المشكلة عندك أنتى أيضا وإنك انتى ليس لديك وقتا كافيا لتتواصلى مع زوجك واولادك؟ إذا كانت المشكلة كذلك فابحثى عن الإصلاح فى نفسك أولا حتى تستطيعين أن تصلحى غيرك. فكرى فى التالى كطرق لمحاربة الإنعزال الاختيارى عمليا عندك وعند زوجك وأولادك: افتحى مع زوجك موضوعات تهمه وتهمك وتهم الأولاد. تكلموا حول مشروعاتك ومشروعاته الحالية والمستقبلية، وعن اهتماماتكما معا. اعملى حديث يومى عن تربية الاولاد ومراقبة شخصياتهم وعن كيفية مساعدتهم فى اختيار مستقبلهم وفى اكتشاف وتنمية مواهبهم. ابحثى أنتى وزوجك معا عما يجب أن تفعلوه لتوجيههم لأنشطة رياضية وثقافية وفنية تكتشف وتقوى مواهبهم. إبحثوا معا عما يجب أن تفعلوه لهم لتحببوا اليهم قراءة الكتب والقصص والشعر والأدب. اتعلمى واعملى – انتى وزوجك – دورات لإتيكيت الطعام والكلام والجلوس والخروج والتواصل. ابدأى بنفسك وقومى بشراء كتب ووزعيها على زوجك واولادك ليقدم كل منكم حديثا يوميا عما فهمه مما قرأه اليوم منها ولو عشرة دقائق لكل منهم فتجمعكم على التواصل والتعلم والتفاهم، وتكون فرصة لاكتشاف شخصية ومفاهيم بعضكم البعض. إعملى مسابقات ومكافأت يومية على القراءة وعلى الشرح وعلى الفهم ولتكن فرصة للتواصل العائلى المرح. تكلموا عن الأحداث السياسة العالمية والمحلية التى تؤثر عليكم وتناقشوا حول كيفية تجنب مخاطرها والاستفادة من فرصها. تكلموا عن الدين وعن كيفية مراجعة مفاهيمه الموروثه لاصلاح مفاهيمكم ومفاهيم الأولاد عن أفكار التطرف الموروثة التى تملأ المكتبات الدينية. كل أو أى من تلك الأنشطة تستطيعى القيام بها مع زوجك وأولادك فتنعموا جميعا بنعمة التواصل العائلى المستدام وسعادة المشاركة الفعالة فى أعمال عائلية تفيد حاضر ومتستقبل الزوجين والأولاد. السؤال: إذا لم تقدمى من أى تلك الأنشطة التى تجمعك مع زوجك وأولادك، فلماذا تريدىن من زوجك أن يترك إدمان الموبايل والإنترنيت؟ هل ليشاركك الصمت والانعزال؟ أقنعى نفسك وزوجك إن الحياة أجمل بكثير وأنتم تتفاعلون مع بعضكم البعض، ولكن ليس لها طعم ولا معنى بدون التبادل والتشارك والتواصل والتفاهم مع بعضكم ومع الأولاد لتحقيق حاضر ومستقبل كل منكم. قولى لنفسك ولزوجك أن الوقت المتاح من العمر قليل، وحرام أن نضيعه بدون عمل عائلى يومى جميل وممتع ومفيد.

التواصل مع الزوج لحل المشكلة

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة – بكل حب ولطف – أن تعلم أنها تدعوك الى حبها ورعايتها واعطائها حق الحب وحسن العشرة الزوجية معك ومع أولادك، وأن لا تضحى بكل ذلك مقابل تفاهات الانترنيت والموبابل. إنها تطالبك باهتمام أكثر وبمشاركتها فى دفئ الحوار والتواصل لقضاء أوقات عائلية سعيدة فيما تبقى من ايام العمر القليلة

Scroll to Top