لا إكراه فى دين الله

 رابعا: لا إكراه فى دين الله

الاختيار الطوعى شرط الدخول في الإسلام: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة. ولكن الآية الكريمة تشير على من يكفر أو يؤمن أن يتخذ قراره على بناء على علم فى الاختيار بين طريق لرشد أو طريق للغى فلا ثالث لهما. ثم بين له حسن عاقبة طريق الرشد فى أنه مستمسك بعروة الله الوثقى التى ستخرجه من الظلمات الى النور , وأما طريق الغى فيخرجه من النور الى الظلمات ويورده عقاب الخلود فى النار يوم القيامة.
أهم معيار من معايير دين الله المنزل هو كفالة وإطلاق حرية الناس فى الإيمان أو الكفر.
فأينما وجدت دينا أو ملة او طائفة أو دولة تكره الناس على دين أو ملة معينة أو تعاقبهم على ترك ذلك الدين أو المله فاعلم أن هؤلاء ليسوا على دين الله المنزل وإنما هم على دين الناس المبدل. إكراه الناس على الدين هو السبب المباشر لقتل وتشريد عشرات الملايين فى الحروب الدينية والطائفية التى نراها اليوم فى الحرب العالمية على المسلمين – بقيادة دول عنصرية دينيا مثل اسرائيل و أمريكا – على الآمنين المسلمين فى العراق وسوريا وايران وفلسطين ولبنان والسودان وأفغانستان وليبيا واليمن والصومال ونيجيريا حتى وصلت الى حرق وقتل مسلمى بورما فى شرق آسيا ومن قبلها قتل وتدمير بلاد البوسنة والهرسك فى وسط أوروبا. والإكراه فى الدين كان سببا لحروب طائفية أهلكت أوروبا والعالم فى عصور الظلام ومحاكم التفتيش. والاكراه فى الدين هو سبب تطرف المسلمين فى الجماعات الارهابية التى عاثت بلاد المسلمين فسادا و تقتيلا وتفجيرا.
  • فقول الله “لا إكراه فى الدين” معيار ومكون أساسي من مكونات دين الله المنزل وهو حكم من الله وآية محكمة بينة مطلقة الحكم غير مقيدة بشروط ولا بظروف , وعامة على كل البشر وليست خاصة على فئة منهم , وحكمها قائم بلا استثناء على المجمل وعلى التفصيل ولا تحتاج لتفسير ولا تأويل ولا اختلاف الا عند أهل البغي الذين شرعوا لأنفسهم حق الاعتداء على من كفر بملتهم سواء دخولا فيها أو خروجا منها
  • أثبت الله فى كثير من آيات القرآن أن سلطة جزاء وتقييم إيمان الانسان بربه أو الكفر به محصورة عند الله سبحانه وتعالى وحده ولم يفوض فيها أحد من عباده ولا حتى من رسله: 
    • وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) المؤمنون
    • فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية
  • جاء فى القرآن أيات كثيرة لموضوع الردة عن الاسلام حكم فيها الله على المرتد بأحكام فى الأخرة يطبقها الله بنفسه على عباده ولم يفوض أحدا أن يحاسب المرتد. ابحث عن كلمة “يرتد” فى القرآن وتدبر فى آياتها ستجد ما أقول أن حكمه عند الله يوم القيامة.
  • أن عملية الايمان بالله عملية قلبية وليست لسانية وبالتالى فالاكراه لا يفيد فى الإيمان
  • ان تدخل انسان أو مجتمع فى عقيدة شخص أو مجتمع اخر يعد عملا عدوانيا وجريمة ضد الإنسانية تبرأ منها كل الاديان والاخلاق والقيم ويتوجب تغليظ العقوبات المحلية والدولية على فاعليها.
Scroll to Top