تعريفات الاسلام لله

                                         خامسا: تعريفات “الإسلام” لله                  

يعتنق كثير من المؤمنين مفاهيم دينية كثيرة وهامة وهم لا يدركون تعريفها اللغوى والدينى. وأهمية التعريف أنه يضئ علامة ارشادية لعاقبة اتباع تلك المفاهيم الدينية سواء فى الدنيا أو فى الآخرة.

تعريف الاسلام:

  • الاسلام هو اسم للدين الواحد لله رب السماوات والأرض ورب العالمين , وهو الدين الذي أرسل به جميع رسله من نوح وإبراهيم الى موسى وعيسى ومحمد,  وأنزل معهم كتبه مثل التوراة والإنجيل والقرآن والتى تدعو كلها الى عبادة الله وحده وترك عبادة غيره , وعدم الشرك بالله , و استغفار الله والتوبة إليه لتحسين العمل وإصلاح المجتمعات , وتقوى الله والاستعداد لأسئلة وحساب يوم القيامة.
  • الإسلام هو دين الله فهو وحده صاحب الدين وصاحب يوم الدين
  • الإسلام هو الدين الذي عند الله والذي أنزل علومه ومعاييره فى محتوى كتبه, وهو ليس الدين الذي عند الناس والذي بدلوا فيه ما أنزل الله – من بعد الرسل –  بما نسخوا أو نسوا من آيات الله , وبما ألفوا من كتب نسبوها – زورا – الى الله ثم قدسوها وجعلوها بديلا و ندا لكتب الله. 
تعريف المعنى اللغوى لـ “إسلام” الإنسان لربه:
  • الإسلام فى اللغة العربية: اسم مصدر لفعل “أسلم”. وفعل أسلم معناه ان “يسلم” الإنسان زمام أمره باختياره الى غيره , وهو عكس فعل “يستسلم” ومعناه أن “يسلم” زمام أمره الى غيره ولكن بالاجبار. وقد بحث ابراهيم فى السماء والنجوم عن ربه حتى اذا هداه ربه اليه فقال له “أسلم” فأسلم ابراهيم لله ايمانا واختيارا: ”وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) البقرة
تعريف المعنى الدينى لـ “إسلام” الإنسان لربه:
  •  هو حالة مستدامة يسلم فيها الإنسان زمام أمره الى الله اختيارا فيعيش على صراط الله المستقيم ويتبع ملة ابراهيم ولا يشرك بالله أحدا:  “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
  •  ومن أسلم لله زمام أمره يصبح عند الله مسلما
    • مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . 67 أل عمران”
  • ومن أسلم ينتسب الى “الأمة المسلمة لله” التى دعى اليها ابراهيم واسماعيل واسحاق ذرياتهم ليكونوا منها:
    • وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) البقرة
    • وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) البقرة
    •  أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ   البقرة (140)
الآن بعد أن عرفنا معنى الاسلام لغويا ودينيا , نريد أن نعرف ما هو الإسلام؟
تعريف التصنيف الالهى ل “الإسلام”: صنف الله سبحانه وتعالى “الاسلام” فى وظيفة “الدين“. اقرأ: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ . 3 المائدة. وبالتالي فالإسلام فى حكم الله وشرعه هو “دين” وليس “دين ولا دولة” كما يشاع خطأ فى مفهوم ملايين المسلمين , وليس حزبا ولا اقتصادا ولا بنكا ولا شركة ولا جيشا ولا ميليشيات مسلحة ولا شخصا ولا أى شئ آخر
تعريف المالك لدين الإسلام: الله وحده هو صاحب دين الاسلام الذى يسلم فيه العبد زمام أمره إلي ربه , فالمسلم عبد فى هذا الدين والله هو الرب والمالك لهذا الدين. وليس لله فى ذلك شريك من أنبياء ولا رسل ولا فقهاء ولا علماء فكل أولئك لله عبد. اقرأ كيف أسند الله ملكية الدين الى نفسه جل جلاله باعتبار أن كل من السموات والأرض أسلم له طوعا أو كرهاأَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ – الآية 83 من سورة آل عمران. 
تعريف ماهية “الإسلام” المتعلقة بالاسم والمتعلقة بالمعنى
  • ماهية الإسلام المتعلقة بالاسم: اسم “الاسلام” هو اسم موقوف من الله على دينه المنزل. فلا ينصرف شرعا اسم “الاسلام” الا الى الدين الذى أنزله فى كتبه وأكمله – سبحانه – بنفسه والمنزه بالمطلق عن مدخلات البشر: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” الآية 3 من سورة المائدة. وبالتالى فلا ينطبق اسم “الإسلام” على أى محتوى دينى صنع من البشر , ولا على أى محتوى لكتب لله جرى فيها نسخ آيات أو اضافة أو تغيير أحكام شرعيه أو تفسير أو تبديل أو شرح لآيات الله لأنه يصبح عندئذ ليس منزها عن مدخلات البشر , بل يصبح ملة بشرية وليس دينا الهيا. وهذا هو بالضبط ما حدث فى ما يطلقون عليها “أديان سماوية” كالمسيحية واليهودية وإسلام أهل السنة والجماعة وإسلام أهل الشيعة وغيرهم فإنها كلها ليست مسميات لدين الله المنزل وإنما هي مسميات للملل التى ظهرت بعد الرسل بمقتضى كتب وتفسيرات ومفاهيم وتغييرات أضافها مؤسسى كل ملة الى دينهم المنزل , ثم اتبعهم الناس وورثوها لذرياتهم على مابها من تبديل فى محتوى دين الله المنزل.
  • صفة الإسلام المتعلقة بالمعنىالإسلام فى دين الله بعنى إسلام العبد زمام أمره لله , وكيف يكون ذلك إلا بالتزام المسلم بالسمع والطاعة لله , ولكن كيف يطيع العبد ربه وليس يأتيه وحى من الله؟ الجواب هو فى كتاب الله المنزل بالوحى للمسلمين كافة فهو ميثاق السمع والطاعة الذي واثق الله به عباده المسلمين لئن أطاعوا مافيه ليغفرن لهم وليكونن معهم فى الدنيا وليدخلهم الجنة فى الآخرة؟. فان سلم العبد أمر دينه لغير الله – كأن يسلمه لأمير جماعة أو شيخ طائفة أو لإمام مذهب – فقد نقض ميثاقه مع الله وجعل معه شركاء والله لا يغفر أن يشرك به.
  • وقوله تعالىإن الدين عند الله الإسلام  يشير الى الإسلام الذي عنده بهذا المعنى والى الدين الذى أرسل به محمدا كما أرسل به نوحا وهودا وصالحا وشعيبا وإبراهيم وموسى وعيسى. فالاسلام الذى عند الله ليس بالطبع محصورا على الى “الإسلام” الذي أرسل به محمد صلى الله عليه وسلم , فهذا فهم خاطئ وشائع عند كثير من الناس. فجميع أنبياء ورسل الله  جاءوا بدين واحد يختلف اسمه حسب لغة كل أمة لكن معناه واحد وثابت وهو “إسلام العبد أمر دينه لله”.  كما أن جميع الأنبياء والرسل ومن آمن معهم كانوا مسلمين بدأ من نوح وانتهاء بموسى وعيسى ومحمد. اقرأ: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” الآية 19 أل عمران.
Scroll to Top