كيف تميز بين دين الله الواحد المنزل على جميع رسله وبين دين الناس المبدل بعد الرسل؟
الاجابة تبدأ بتعلم معايير قواعد دين الله ؟ لأنها تقدم الآتى:
تحدد القواعد التي بنى عليها الدين الواحد لله الذى أنزله فى جميع كتبه وأرسل به جميع رسله من نوح الى محمد.
تبين صفات ومكونات الرشد (الذى هو دين الله) من الغى (الذى هو دين الناس) عملا بقوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ(256) البقرة.
يعاير بها المؤمن مفاهيمه الدينية الذى يتبعها حاليا ويحاول سد الفجوة التي تفصله عن مفاهيم قواعد دين الله
شرح المعايير التسع لـصفات وقواعد الدين الواحد لله:
1- وحدانية الرب فى جميع الكتب السماوية:
أكدت جميع كتب الله أنه لا اله الا هو وأنه لا اله معه شريك ولا ولد ولا صاحبة. لم تأت آية واحدة فى التوراة الإنجيل والقرآن تذكر أن مع الله اله آخر غير رب السموات والأرض ولم تأت أى أية فى الإنجيل تذكر أن عيسى ابن الله أو اله مع الله كما يدعى الذين بدلوا دينهم. فان جاءك من يستنتج من أفعال سيدنا عيسى التى عملها بأمر الله من شفاء المريض واحياء المؤتى فقل له تلك آيات من الله جعلها لرسوله عيسى حتى يؤمن الناس بنبوته ورسالته , وكان الله ينزل الآيات على الرسل كما أرسل ناقة صالح وكما أخرح ابراهيم من وسط النار لم تمسسه بسوء وكما أرسل الآيات التسع مع سيدنا موسى لفرعون , فمن استنتج ألوهية الرسول لما جاء به من آيات فقل له: قُل أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚأَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(19). الأنعام“
الله سبحانه وتعالى هو مالك الدين وهو مالك يوم الدين وبالتالى فهو وحده مصدر هذا الدين الذى تواصل به مع البشر فيما أنزل من رسالات. فدين الله مكنون فى تلك الرسالات وليس ما قاله البشر من روايات. فمن قال لك أن للدين مالك أو مصدر آخر غير الله فاعلم أن هذا المصدر ليس من دين الله المنزل ولكنه من دين الناس المبدل. ورسالات الله هى كتب الله – كالتوراة والإنجيل والقرآن. فإذا جاءك أمر فى الدين من خارج كتاب الله فاعلم أنه من دين الناس المبدل وليس من دين الله المنزل.
سؤال: ما هو اسم دين الله؟ هل هو دين المسيحيين أم اليهود أم المسلمينالسنة أم الشيعة
الإجابة: دين الله هو الإسلام الذى (عند الله) بمعنى (الاسلام لله) وليس هو إسلام أهل السنة ولا الشيعة وهو الإسلام الذى كان عليه ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد واتباعهم قبل أن يبدل الدين ممن جاء بعدهم.
هوية الدين الواحد لله هى “الإسلام لله” سبحانه هو القاسم المشترك فى جميع رسالات الله التي أنزلها فى التوراة والانجيل والقرآن , وهى التى وأرسل بها جميع رسله. فمن قال لك ان دين الله هو ما عليه الآن من الطائفة أو المله المسيحية أو اليهودية أو المسلمة السنية أو المسلمة الشيعية أو أتباع أى ملة أخرى – غير ملة ابراهيم المنزلة فى الكتاب – فقل له أن تلك ملة وليس دين وأنها ليست من دين الله المنزل ولكنها من دين الناس المبدل.
وألقي السحرة ساجدينقالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنامسلمين
سؤال: هل اختلفت دعوة دين الله مع أى من رسل أو كتب الله؟
الإجابة: لم تتغير دعوة الدين التي أرسل بها الله جميع رسله وأنزلها في جميع كتبه والتي تلخصت في الستة التالية:
العلم والايمان بكتاب الله ورسوله
الإسلام لله
عبادة الله وإخلاص الدين له وعدم إشراك أحدا أو شيئا مع الله فى عبادته ولا فى دينه ولا فى شرعه ولا فى حكمه
الاصلاح والعمل الصالح من خلال الالتزام بميثاق السمع والطاعة لله وحده فى جميع عملك (السمع لآيات الله فى كتبه)
تقوى الله والاستعداد لحساب الآخرة من خلال العيش والعيش على صراط الله المستقيم
التحسين المستمر للعمل من خلال دوام الاستغفار والتوبة
فمن قال لك أن دين الله يدعو لأى عمل يتعارض مع تلك الدعوة فلا تصدقه. فمثلا من ادعى أن الدين يدعو لعبادة أحد أو اثنين مع الله فاعلم أن ذلك ليس من دين الله المنزل ولكنه من دين الناس المبدل. واذا جاء من يدعو للفساد فى الأرض أو لقتل اصحاب الملل الأخرى بهدف إقامة الدولة الإسلامية أو الدولة المسيحية أو اليهودية فاعلم أن تلك الادعاءات ليست من دين الله المنزل ولكنها من دين الناس المبدل وأن تلك الدولة التى يدعون اليها هى دولة الشيطان وليس دولة أى دين.
سؤال: أين نجد علم دين الله؟ هل في كتب تفسير وفقه الشيوخ والأحبار والرهبان؟
الإجابة: علم دين الله محصور في كتاب الله الذى أنزل فصوله في التوراة والإنجيل والقرآن
وعلم دين الله ليس عند العلماء – ولكنه العلم المنزل من الله فى آيات الكتاب المحكمات المبصرات التي أشار الله اليها أنه قد فصلها وبينها وفرق بينها وبين الآيات المتشابهات. الآيات المتشابهات هى متشابهات فى الفهم بمعنى عدم ادارك الجيل الحالى لفهم محكم مفصل لا يحتمل الاختلاف لأنها موجهة لأجيال قادمة كل حسب نوع وسقف التراكم المعرفي لعصره , وليس فى ذلك اختلاف الدين وإنما مخزون علم وهدى سيتم اكتشافه فى الأجيال القادمة ولا يخص الأجيال التى لم تدركه فى شئ. فمن قال لك أنه استنتج علما أو شرعا فى الدين من آيات متشابهات فى الفهم وليس محكمة مفصلة مبينة ومبصرة فاعلم أن هذا العلم أو الشرع ليس من دين الله المنزل ولكنه من دين الناس المبدل , ومن قال لك أن علم الدين موجود فى رسالات أخرى غير رسالات الله فاعلم أن تلك الرسالات ليس من دين الله المنزل ولكنه من دين الناس المبدل.