الدرس الثانى: منهج العلم الفرض فى دين الله
الدرس الثانى: تعلم المنهج التعليمى المنزل فى كتاب الله
العلم التجريبى مصدره العلماء أما علم الدين فلا مصدر له الا الله فيما أنزل من الكتب على رسله. والسبب بسيط وهو أن علم الدين بالمطلق هو علم الغيب وقد أخبر الله أنه لا يعلم الغيب فى السموات والأرض الا الله. وعلم الدين فيه حكم الله فى أمر الدين من شرعة ومنهاج ولم ينزل الله حكما فى أمور الدنيا من زراعة وصناعة وتجارة – الا باحسان جودة العمل – حيث تركها الله للناس مضمارا يستبقون فيها الى الخير بالعمل والابداع والتعاون. وقد أنعم الله على المؤمن بأدوات للفوز فى مضمار سباقه للخيرات فى الدنيا فجعل له معاييرا لصراطه المستقيم الذى ينجح به فى الدنيا والدين معا. ثم جعل الله جانبين (أو قوسين) للصراط المستقيم يحفظان المؤمن من الزلل عن يمين الصراط وعن شماله. فأما القوس الذى يحفظ المؤمن من الزلل عن يمين الصراط المستقيم فهو ان تجعل مهمتك فى الحياة هى الاصلاح والعمل الصالح ومن ذلك أن تحول كل عمل دنيوى تعمله الى عمل صالح فى تحسين جودته – قدر استطاعتك – التى تتجه بها الى الله ابتغاء مرضاته وان كنت تتخذ عليه أجرا. وأما القوس الذى يحفظ المؤمن عن الزلل عن شمال الصراط المستقيم فهو أن تتقى الله ما استطعت فى كل عمل دينى أو دنيوى تعمله. وفى هذا خلاصة علم الدين الذى انزله الله فى جميع كتبه.
وهذا الدرس يساعد كل مؤمن بالله وكل باحث عن دين الله على التعلم وليس التعليم: التعلم لآيات الله التى جعلها الله منهجا للتعلم الأساسى لدين المنزل والذى سيسأل الناس عنه يوم القيامة. اقرأ: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) النمل. فلا بد أن يعلم كل مؤمن أن الله سوف يسأله يوم القيامة عما اذا كان قد كذب بآياته أم لم يحط بها علما وان أحاط بعلمها فلماذا لم يعمل بها؟
وقد قسمنا هذا الدرس الى ستة موضوعات (أو مستويات للتعلم) حيث يؤهل كل درس منها المتعلم للمستوى الأعلى حتى يصل به الى المستوى المطلوب السادس والذى يمثل مستوى علم المؤمن العادى بدين الله حتى يستقيم ايمانه وعمله. يشمل الدرس عدة مواضع فى القرآن واجبة التعلم منها والعمل بها لكل مؤمن وذلك طبقا للمنهج التالى:
- تعلم واستجب لنداءات الله للناس أجمعين “يا أيها الناس”
- تعلم من آيات من “ألم ترى” 34 موضعا
- تعلم من آيات “التبين” التى بينها الله للناس
- تعلم من الآيات التى كشف ضلالات “أكثر الناس“: 27 مواضع
- تعلم من آيات “ألم تعلم“: 6 مواضع
- تعلم من آيات “ان كنتم تعلمون“: 6 مواضع
- تعلم من آيات التى أمر الله فيها المؤمنين بأن يعلموا “اعلموا“: 26 مواضع
- تعلم أن تكون من “الذين يعلمون“: 4 مواضع للعلم والعمل و 10 مواضع علم بأعمال الذين لا يعلمون”
علما بأن هذا المستوى من العلم يقدم الحد الأدنى من الاحاطة بعلم آيات الله التى أنزلها للناس.