الدرس الخامس: نكد الزوج

الفهم الرشيد للمشكلة

إذا دخل الزوج فى حالة وجوم ونكد تصاب الحياة الزوجية بحالة عطب مؤقت تشل فعالياته الطبيعية، ولذلك يجب إصلاحه فورا. كما يجب عدم السماح باستمرار حالة النكد لأنه من الممكن أن يقتلع الزواج من جذوره. ويجب على الزوجة عدم السماح لنفسها بانتقال عدوى النكد اليها فتتعقد المشكلة وتسقط الحياة الزوجية بالكامل فى بئر الحرمان. وعلى الجانب الآخر لا يجب على الزوجة أن تترك زوجها ليعيش على تلك الحالة لوحده، بينما تنطلق هى فى عالم المرح والسهر والفرفشة لتعيش حياتها فى لهو وضحك ورقص فى الملاهى والنوادى والشواطئ، ولا على بالها حالة الراجل المرزوع فى البيت. فطبعا هذا يسمى (بالمصرى) استعباط أو استهبال. أما فى علم الرشد فيسمى “تفريط الزوجة فى مسؤليتها نحو إنقاذ زوجها مما وقع فيه”. يجب أن تفهم كل زوجة (وزوج) أن عليها مسؤلية نحو انقاذ شريك حياتها – بكل ما تملك من طاقة – مما يقع فيه سواء كانت حالة نكد أو حالة مرضية. فقد تكون حالة النكد هذه نتيجة سلوك أو تصرف خطأ صدر من الزوجة ولا يريد أن يغفره لها، أو يؤاخذها عليه. أما إذا كانت حالة النكد عند الزوج ليست وليدة أى مؤثرات سلبية صدرت عن الزوجة، وإنما لاسباب ثقافة أو بيئة الزوج فقد يصعب ذلك مهمة الزوجه فى علاجه، ولكنه لا يعفيها من مسؤوليتها نحو الإصرار على علاجه، ولو بالاستعانة بخبير متخصص. وإذا لم تقم الزوجة بتلك المهمة وتركت الزوج منعزلا فى نكده فسيكون هذا الزواج معرضا دائما للإنهيار.

 

التصرف الرشيد مع المشكلة

اذا رأيت زوجك محزونا أو فى حالة من النكد فحاولي أن تحاوريه – بحب – لتعرفى سبب حزنه، ولتبلغيه برغبتك فى إسعاده وباستعدادك لإصلاح أى من مواقفك وتصرفاتك إن كانت سببا فى حزنه. وابلغيه أنك تتألمين من حزنه وأنك جادة فى مشاركته فى حل المشاكل المسببة له. ثم ادعيه ليستعيذ بالله – معك – من الشيطان الرجيم الذى يتولى مهمة صناعة الغم والهم والحزن فى البيت بدون سبب حقيقى. وادعيه لتقرأوا معا فى القرآن الكريم (أو فى الكتب المقدسة) ولتتفكرا معا فى آياتها لتجدوا آيات تتفقوا حولها على أفق جديد يخرجكم من حالة النكد الحالية. وادعيه لنشاطات تشاركيه فيها الحوار كمناقشة أحداث تمثيلية أو فيلم أو كتاب أو موقف سياسى أو دينى، أو كخروج الى فسحة معا. وربما يكون قد انقطع عن العمل فجأة لأى سبب، أو خرج على المعاش مثلا، فساعديه أن يجد عملا أو مشروعا جديدا يملأ به حياته ويجد فيه نفسه من جديد. ذلك أن الفراغ الوقتى والفكرى يسبب الإكتئاب والنكد للناس عامة وللرجال خاصة. هذه حقيقة علمية. الخلاصة أرجعيه بلطف وحب الى المشاركة بروحه المرحة الجميلة فى عالم الحياة الزوجية الطبيعية. فإذا لم يفلح كل ذلك فعليكى بالخطوة الثانية وهى محاولة استنطاق الزوج – بلطف وحب – للكشف عن الأسباب الدفينه فى نفسه وراء نكده، فإذا كان السبب تصرف خاطئ سابق منك، فاعتذرى منه، واعملى بكل طاقتك على إزالة تلك الاسباب من طريق الحياة الزوجية نهائيا. فإذا كان السبب لا علاقة له بكى كزوجة، وإنما السبب من مشاكل وأزمات العمل أو تحديات الحياة، فهذا يستدعى استحضار دورك كزوجة مساندة لزوجك بكل قوة حتى تخرجا معا من كل أزمة من أزمات الحياة. واذا فشل كل ذلك فعليكى بالخطوة الثالثة وهى استشارة إنسان رشيد (من غير الأهل) لاكتشاف سبب النكد واكتشاف علاجا له، والقيام بالتوفيق بين الزوجين.

 

التواصل مع الزوج حول المشكلة

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة – بكل حب ولطف – تغيير طريقة معالجتك للمشاكل الزوجية بالخصام والزعل والنكد المستمر. وترجو منك استبدال ذلك بالتحاور والتفاهم والتصالح السريع. فالله سبحانه وتعالى قد جعل لنا أبصارا وأسماعا وعقولا لنتكلم ونتحاور ونصلح من مفاهيمنا وتصرفاتنا حتى نجعل عيشتنا الزوجية فرصة لحياة سعيدة بدلا من حياة النكد التى تجلب المرض والهم والحزن، فالحياة أيام قليلة لا تحتمل كل هذا العناء.

Visits: 1500
Scroll to Top