الدرس التاسع: خيانة الزوج

الفهم الرشيد للمشكلة

ليس كل ما تحكمين به من خيانة على زوجك صحيحا. ربما تكونى مخطئة فى ظنك، أو حتى فى مصداقية الدليل الذى تستندى إليه. أما إذا كانت الخيانة حقيقية فربما كان تصرفا عابرا ليس له جذور فى شخصيته أو فى توجه، أو ربما كان خطأ ناتجا عن لحظة ضعف إنساني، أو ربما كان مكيدة دبرت له وليس عن سبق إصرار وترصد. فأن كان الأمر أى من ذلك فأول شئ تصنعيه هو استحضار الصبر الجميل، ثم الستر عليه فلا تفضيحه فى بيته ولا عند أهله. ثم أصلحى وابدأى بإصلاح نفسك فلربما أنتى التى وضعته فى هذا الضعف بإهمالك أو بهجرك له. ثم استحضرى كل ما تقدرى عليه من الحكمة لإنقاذ زوجك من الهلاك النفسى أو المادى الذى يمكن أن يسقط فيه، ولا تجعلى الشيطان يشعل النار فى صدرك ولا فى بيتك، وتذكرى أن كل إنسان يخطئ ومن حقه أن يتوب وأن تقبل توبته. فعلى الزوجة الرشيدة أن تغفر لزوجها طالما اعترف بخطئه وأصلح واستغفر وتات الى الله. إبحثى عن الأسباب الجذرية التى أدت به الى هذه السقطة لتصلحها. أما إذا كانت الخيانة أمرا مكررا ولازما فى شخصية زوجك ولا أمل فى إصلاحها فاطلبى الطلاق. ولكن احرصى أن يكون طلاقا متحضرا وخاليا من العناد والانتقام والمحاكم والنزاعات وكل تلك الترهات والتفاهات التى تضيع من سمعتنكم وكرامتكم ومن صحة ومستقبل أولادكم. واحذرى من أن تسمحى للشيطان بأن يوسوس اليكى بالانتقام لشرفك بقتله مثلا فهذا خبل. أولا لأنه لا يستحق أن تقضى بقية حياتك فى السجن لأجله، وثانيا لأن مهمتك فى الحياة أكبر من تنهيها أحداث ساقطة كتلك. واحذرى ايضا من أن يوسوس اليكى الشيطان بفضحه أو إثبات الزنا عليه، فهذا خبل ايضا لأنك فى هذه الحالة إنما تفضحين نفسك وعائلتك واولادك. المفهوم الرشيد هو أن تسترى عليه بكل ما تسطيعين، ثم فارقيه بالمعروف وادعى لها بالهداية.

التصرف الرشيد مع المشكلة

أولا: إذا كانت علاقات زوجك تقف عند مجرد نزوات عاطفية أو تصرفات جنسية غريزية لم ترق بعد الى مستوى الانغماس الكامل فى الزنى، فتداركى الأمر، واكتميه ولا تبلغى به أحدا، ولا تفضحي زوجك أبدا، وإلا فأنت التى تهدمين زواجك وتخربين بيتك. لا تشعلى النار فى صدرك ولا فى بيتك، فنحن بشر. تحملى واصبرى وأصلحى نفسك واستجمعى كل طاقاتك لتنقذي زوجك من الهوة التى يسقط فيها. حاوريه وخذى بيده حتى يستطيع أن يلملم شتات نفسه ليقاوم قهر وسواس شيطانه وليتوب وليتطهر، ولتسامحيه. ذلك لأن من حق كل إنسان أن يخطئ وأن يتوب وأن تقبل توبته من شريكة حياته، وإلا فلن تستمر أى حياة زوجية على وجه الأرض. وقبل كل ذلك عليكى أن تفكرى كيف فرَطى أنتى فى حقه، وتركته هملا للشياطين فراح يبحث عن اشباع احتياجاته العاطفية والجنسية فى الزبالة أو فى خارج البيت. ثم فكرى ما الذى تستطيعين أن تفعليه لاسترجاعه عاطفيا مرة اخرى فتستحوذى عليه فلا يضيع منك مرة أخرى. غيرى أسلوب حياتك، وطريقة تواصلك معه، داومى على تجديد مظهرك والتزين له كل ليلة واغمريه بحبك ورغبتك فيه، لتشبعى احتياجاتك واحتياجاته. لا تتوقفى عن الدعاء له بالهداية عسى الله أن يهديه من عنده. أما إذا سقط زوجك بالفعل فى علاقات زنا، وتأكدتى من ذلك بالدليل المادى القاطع، فامتنعى عن معاشرته فورا واطلبى منه الطلاق حفاظا على نفسك من انتقال مرض الإيدز القاتل والأمراض المشابهه المعدية. ولكن احرصى أن يكون الطلاق مسببا بسبب أخر – اتفقى عليه معه – حتى لا ينفضح أمام الأهل والناس. واتفقى معه على أن يكون طلاقا متحضرا وخاليا من العناد والانتقام والمحاكم والنزاعات وكل تلك الترهات والتفاهات التى تأخذ من سمعتكم وكرامتكم ومن صحة ومستقبل أولادكم إن وجدوا. فإن تاب توبة نصوحة، ورغب فى العودة اليه، ورغبتى فى العودة إليه، فلا تفعلى ذلك قبل أن تتأكد – بالتحاليل المكرره – خلوه من مرض الإيدز ومن الأمراض التى تنتقل بالزنا. أما إذا كانت الخيانة قد أفضت الى الزواج بزوجة ثانية فى الحلال فهذا بالطبع أفضل له من السقوط فى هوة الزنا، ولكن قد يمثل ذلك زلزالا فى حياتك فماذا تفعلين؟ ابحثى عن الإجابة فى هذا التطبيق تحت عنوان “الزواج الثانى”

التواصل مع الزوج حول المشكلة

لا ترسلى له الرسالة التالية إذا لم تتأكدى بالدليل القاطع وبنسبة 100% من ارتباطه مع امرأة أخرى فى الحرام (وليس زوجة ثانية). نص الرسالة الإصلاحية للزوج: ” أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة – بكل حب ولطف – أن تتقى الله فى نفسك وفى عائلتك وفى زوجتك وأن تحفظ كل ذلك من الضياع، وأن تحفظ بصرك وفرجك حتى يطهر فراشك وبيتك وأهلك. وذلك رغبة منها فى أن تسترجعا معا حياة زوجية مستقرة يظللها الإخلاص والحب والرحمة والسعادة فيما تبقى لكما من العمر.

Scroll to Top