الدرس الثالث: مشكلة غضب الزوج

الفهم الرشيد للمشكلة

الغضب هو أكبر عدو للإنسان، وهو وسيلة الشيطان للتلاعب بالإنسان ودفعه لإلقاء نفسه فى التهلكة، وإلقاء من يحبه كذلك. ويعد غضب الزوج المستمر على زوجته – فى كل صغيرة وكبيرة – أمرا مؤذيا لا يطاق، ويقلب الحياة إلى مأساة حية مستدامة، والانفصال عن الزوج فى تلك الحالة ربما يكون إنقاذا لحياة الزوجة من المهالك أو من الغم المستدام. أما اذا كان غضبا عابرا أو قليلا ويمكن علاجه والسيطرة عليه، فيجب أن تصبر الزوجة وأن تساعد زوجها فى العلاج منه. وإذا لم يفلح فيمكن العلاج فى مراكز طبية متخصصة فى علاج الغضب، وذلك للحفاظ على البيت والحياة الزوجية

كيفية التصرف مع هذه المشكة

أولا تأكدى إنك لست السبب فى استخراج غضبه. إسألى نفسك هلى تسببتى م قبل فى رفع ضغطه أو فقد عقله وتسلميه لمستشفى المجانين مثلا، هل سبق لكى أن تركك وراح يمشى متشردا فى الشوارع شهور طويلة. إذا كانت الإجابة بالنفى فنحمد الله على ذلك، ولكن تأكدى أنك لا تتكلمى معه بصوت مرتفع أو أن تردى على سؤاله البرئ بنبرة حازمة قاطعة تخرج فيها طلقات النار من عينيك الى قلبه مباشرة، وتتصرف معه بعصبية تجتث غضبه المدفون فى سابع أرض. وإذا غضب زوجك – سواء من نفسه أو حتى بسببك – ورايته يتصرف بعصبية مجنونة وبصوت جعير وجهير يحمل ريح عاصفة، فاتركيه البتة حتى يهدأ تماما، ولا تردى عليه بكلمة واحدة ولا بحركة واحدة، واحذرى أن تحاوريه فى تلك الحالة أو ترفعى صوتك عليه. وإذا لا قدر الله نزغت عليكى عزتك وكرامتك وففكرتى أن تواجهى غضبه بغضب مماثل فسوف تفقدون السيطرة على تصرفاتكم، وتحدث مصيبة لا قدر الله تنتهى بموت أحدكما وسجن الآخر.

ثانيا: عند انتهاء نوبة الغضب: لا تتخذى أى رد فعلك يحيى المشكلة التى كانت سبب الغضب، أو أى تصرف يوقظ حالة الغضب التى نامت، أو أى تصرف يوسع المشكلة.

ثالثا: فكرى فى حل للمشكلة التى سببت غضبه واوجدى لها حلا لا يجعله يغضب ثانية إن أمكن.

رابعا: اتفقى معه – بكل هدوء وسماحة وحب ولطف – على أن خلافات الزوجين أمر طبيعى وإنه يجب عليكم أن تتدربا سويا على معالجتها بالاستماع لبعضكم البعض بهدف فهم وقبول كل طرف لوجهة نظر الطرف الآخر، ليس بهدف التقفبل على الرأى الأخر.

خامسا: افهميه إنه يوجد طريقة لإيجاد واختيار أحسن حل (رأى) لأى مشكلة تواجهوكم فى الحياة سواء كان هذا الرأى صادر من الزوج أو الزوجة. تقوم هذه الطريقة على حساب نتائج كل حل (رأى) من الحلول البديلة لأى مشكلة من واقع حساب المنافع ولاأضرار لكل حل، ثم اختيار الحل الذى ينتج أكبر مكسب وأقل خسارة، على أن المكاسب والخسائ محسوبة على مستوى الزوجين معا والأولاد والبيت، وليس على مستوى طرف على حساب طرف . تلك هو الطريقة العقلانية فى معالجة أى خلاف بين أى اثنين.

كيفية التواصل مع الزوج حول هذه المشكلة

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة بكل حب ولطف أن تتحكم فى نفسك لمنع الغضب من السيطرة عليك وعلى تصرفاتك، وترجو منك علاج تلك المشكلة بكل الطرق حتى لا تهدم حياتك الزوجية. وإذا حدث وتملكك الغضب لأى سبب فامسك نفسك من أى تصرف أو تلفظ قد يهدم حياتنا الى الأبد. والأفضل لك – عند هذه الحالة – أن تغادر المكان حتى يسكت عنك شيطان الغضب. وذلك رغبة منها فى أن تستعيدا حياة زوجية يظللها الحب والمودة والرحمة فيما تبقى لكما من العمر.