الدرس السابع: إهمال الزوج لزوجته

الفهم الرشيد للمشكلة

إن إهمال الزوج للمعاشرة الزوجية لمدد طويلة يحيل حياة الزوجة الى جحيم لا يحتمل، وذلك هو التعدى على حدود الله كما حذر القرآن الكريم. كما يعد ذلك من أعراض نشوز الزوج عما أمره الله أن يحفظه. ونشوز الرجل وإعراضه حالة تستدعى تدخل أهل الطرفين للإصلاح بينهما أو للاتفاق على الطلاق بالمعروف. وقبل ذلك فعلى الزوجان أن يتفاهما معا – بكل ود ولطف وهدوء – على إصلاح ما يمنعهما من مباشرة معاشرتهم الزوجية الطبيعية، أو يتفقا على أن يتفرقا بالمعروف فيغنى الله كلا من سعته. وذلك لانعدام أى معنى لاستمرار مثل هذا الزواج الميت والذى يعرض الزوجة للفتن والأمراض والكوارث.

التصرف الرشيد مع المشكلة

تزيني له كل ليلة واهمسي له بحبك ورغبتك فيه، وكررى ذلك كل ليلة، فإن لم يفلح ذلك فاستنطقيه بلطف عن الأسباب التى أوصلته لكراهة معاشرتك. فإن ذكر لكى أسبابا عندك فأكدى له أنك ستصلحيها فورا. وإذا كانت الأسباب فى جانبه هو وكانت قابلة للإصلاح فتعاطفى معه وأعلنى له استعدادك لمساعدته فى الإصلاح حتى يتم علاج المشكلة. أو فكرى معه فى الاستعانة بمتخصص فى إصلاح العلاقات الزوجية. أما إذا كانت المشكلة ليس لها حل ففكرى معه فى كيفية الخروج من المشكلة بعقلانية وبطريقة تحفظ حقوق وكرامة كلاكما. وإذا كات قد كرهك أو زهد فيك فربما يكون الطلاق هو الحل الأمثل لكل منكما، فلعل الله أن يرزق كل منكما بزوج أفضل. لكن عليكى أن تتفقى معه أن تفترقا بالمعروف وبتحضر إنساني يضمن استدامة المودة بينكما بعد الطلاق، ويضمن الرعاية المشتركة للأولاد وعدم معاناتهم من أى نتائج سلبية للطلاق.

التواصل مع الزوج لحل المشكلة

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة – بكل حب ولطف – أن تتقى الله فى حقها فيك كرجل مسؤل عنها، وعن أمنها النفسى لتسكن اليك، ولتسكن أنت إليها كما شرع الله حكمته في سبب الزواج. وهي تدعوك لتحافظ من جانبك على حدود الله وعلى ألا تتعداها، واعلم أن الله قد حذر أن من يتعدى حدوده فقد ظلم نفسه. وإن كنت ترى في زوجتك شيئا قد تسبب في إهمالك لها فى المعاشرة الزوجية، فهى ترجو منك مصارحتها بما يتوجب عليها اصلاحه فى نفسها أو في تصرفاتها وأقوالها. وذلك رغبة منها في أن تسترجعا معا حياة زوجية مستقرة يظللها الحب والرحمة فيما تبقى لكما من العمر.

Scroll to Top