الدرس الأول: مشكلة ضرب الزوج لزوجته

الفهم الرشيد للمشكلة

يعتبر ضرب الزوج للزوجة أمر خطير ومن المفاهيم البليدة الموروثة عند كثير من الأزواج، والتى يجب الكشف عليها فى مفاهيم وسلوك الأزواج قبل الزواج. فإذا كان الضرب حدثا عابرا فعلى الزوجة أن تصبر، وتحاول أن تصلح من ردود أفعال زوجها (إذا كان ضربه رد فعل). أما إذا كان الضرب سلوكا مستداما من الزوج فلا يجب القبول باستمرار مثل تلك الحياة المليئة بالمخاطر والأهوال تحت أى حجة، بل ويجب الإسراع فى التفاوض على الإنفصال الودي بالمعروف. ذلك لأن الضرب يؤدى – فى حالات كثيرا – الى الإصابة بعاهة مستديمة أو الى الموت، وعلى أقل تقدير فهو يخلق بيئة حياة كارثية فى البيت.

 وإذا تذرع الزوج بآية “واضربوهن” فقولى له انت لم تفهم الآية صح، وادعيه لقراءة هذا الرابط لتصحيح فهمه للآية:

 

أيتها الزوجة: ثبتى فى مفاهيمك أن من حقك أن تعيشى حرة كريمة – وليس عبدة عند شخص مختل يضربك حتى لو كان زوجك. من حقك أن تعيشى حياة إنسانية طبيعية مع زوج أخر متزن وسوى، وإذا تطلب الأمر أن تعيشى بدون زواج فهو أكثر أمنا لكى وافضل. فإطمئنان الإنسانه وتحصيل سلامها النفسى وسلامتها الجسدية أهم ألف مرة من العيش فى “ضل راجل” لا تأمن شره.

 

التصرف الرشيد للتعامل مع هذه المشكلة

أولا: لا تكونى السبب بتصرفات مستفزة فلا يجد لها ردا سوى الضرب. لا تقفى فى وجهه لتحاولى منعه بالقوة من شئ يفعله حتى لو كان هذا الشئ منكر. ولا ترفعى صوتك عليه ولا تستدعى الجيران ووكالات الأنباء العالمية عند حدوث مشكلة بينكما مهما كانت كبيرة.

ثانيا: عندما يبدأ الزوج فى ضربك فلا تقفى أمامه لتتلقى ضرباته، فهذا خطر كبير، ولكن اجرى بسرعة من أمامه واقفلى على نفسك أى باب من الداخل، لتتجنبى الإصابات بأى إيذاء مؤكد أو بعاهة محتملة، أو بقتل خطأ لا قدر الله. إحذرى فى هذا الموقف استدعاء قوة شخصيتك وعزة كرامتك لتردى عليه الضربة بضربتين والشتمة بشتمتين إلا فى حالة واحدة ونادرة وهى إن تكونى قادرة جسمانيا وفنيا على حسم المعركة لصالحك بأول ضربة قاضية، وبذلك تكونى قد أنهيتى مشكلة ضرب زوجك للأبد. لكن إذا كانت قوتك مثل عامة النساء – يعنى أقل حبتين من قوة الزوج – فالغالب إن هذه المعركة ستنتهى – فى أبسط احتمالاتها – بعلامات حمراء على وجهك وعلامات زرقاء حول عينك . فكونى عاقلة ولا تتركى نفسك عرضة لاستقبال تلك التشوهات فى وجهك من أصله.

ثالثا: عندما تنتهى أحداث المعركة – على خير ان شاء الله – فلا تتخذى أى رد فعلك يجدد المشكلة أو يوسعها، ولا تبلغى الموضوع لأهلك ولا أهله ولا لأى أحد على الإطلاق من المعارف والأصدقاء من أى من الطرفين. اتركى هذه اليلة تعدى على خير بدون أى رد فعل. فى اليوم التالى تصرفى كأن شيئا لم يحدث حيث يكون قد أفاق من غيبوبة غضبه و ذهب عنه شيطانه، ثم بادريه الكلام بحب وبهدوء شديد وابتسامة جميلة – كلها قوة وثقة فى النفس – بإنك ترغبى فى معاتبته قليلا فيما حدث بالأمس حتى لا يتكرر ثانية، وحاولى قبلها أن تستحضرى ذكريات أو كلمات تستدعى الجانب الخير فى شخصيته الطبيعية، فإذا حضر الجانب الخير فى شخصيته يصبح مستعدا لاستقبال كلامك العاطفى والعقلانى حول أهمية الحفاظ على زواجكم من الضياع لا قدر الله. كلميه إنه يمكن ان تسامحيه لتبدأوا صفحة جديدة من الحياة الطبيعية الزوجية المملوءة بالمودة والرحمة. أخبريه إن البداية هى أن تتفقوا سويا على رفض الضرب على الإطلاق كأسلوب تعامل مع شريكة حياته. ثم اتفقى معه على عدم استسلامه مرة أخرى لشيطان الغضب أبدا (إذا كان دافعه للضرب هو الغضب)، أو عدم الاستسلام لأى دافع عصبى لضربك مهما كانت أسباب الاختلاف لأن كل مشكلة يمكن أن يكون لها أكثر من حل يرضى الطرفين معا. أبلغيه أنك لا تقبلين أن يضربك أحد حتى لو كان زوجك، ثم أكدى عليه بكل جدية أن تكرار هذا الضرب قد ينهى حياتكما الزوجية الى الابد. ثم من جانبك أنتى تجنبى تكرار أسباب حدوث هذه المعركة وتجنبى أن تستفزيه بكلمة أو بتصرف غريب.

رابعا: إذا تكرر ضربك ثانية – بدون استفزاز منك – فأشهدى عليه أهلك وأهله هذه المرة، وكررى نفس السيناريو السابق. فإذا وقع الضرب للمرة الثالثة فاعلمى أنه لن يقلع أبدا عن اسلوب ضربك طوال حياته، وإنه لا يصلح أن يكون زوجا طبيعيا لكى، إما لسوء تربيته أو لغضبه الغير مبرر واستسلامه لشيطانه. وهنا يحين وقت الفصل النهائى لهذه المشكلة وهو الطلاق (الودى والمتحضر) وبأقصى سرعة حتى تحمى نفسك من الإصابة بعاهة أو من القتل أو من كابوس حياة كارثية.

 

كيف تتواصلين مع زوجك بخصوص هذه المشكلة:

أيها الزوج المحترم: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، ترجو منك زوجتك المخلصة بكل حب ولطف أن تتوب توبة نصوحة الى الله عن الاستسلام لشيطانك اللعين الذى يدعوك لضربها، وأن تعاهد الله على عدم تكرار هذا العمل المشين مرة أخرى أبدا، وأعلم أنك إذا كررت ذلك فإنك تكون قد كفرت بنعمة من الله بها عليك وهى زوجتك وعائلتك وخسرتها الى الآبد. وهى تدعو لك الله أن تحافظ على ما أنعم الله عليكما من حياة زوجية تظلها المودة والرحمة كما شرعهما الله أسبابا للزواج.

 

Visits: 1500
Scroll to Top