الدرس التاسع عشر: تمرد الزوجة على زوجها

الفهم الرشيد للمشكلة

يعد تمرد الزوجة على تحكم زوجها، فى أسلوب حياتها، من المشاكل المنتشرة بين كثير من الأزواج. ففى بعض الحالات ينصب الزوج نفسه إلها فوق زوجته. فمثلا يريد الزوج أن يلبس زوجته نقابا أو حجابا، ويريدها ألا تشتغل وألا تتعلم، وألا تقابل أو ترى أحدا من الرجال سواء كانوا أقارب أو زملاء أو أصدقاء. ويكمن العلاج – فى هذه الحالة – فى أن يرجع الزوج الى صوابه ليدرك أنه إنسان وليس إله ولا مندوب عن الإله، وأن زوجته إنسانة حره مثله، وأنها ليست عبدة عنده اشتراها له أبوه من سوق العبيد. وفى حالات أخرى يكون سبب تمرد الزوجة هو انفتاحها الزائد حبتين عن العرف والدين. فمثلا تريد الزوجة أن تلبس ملابس ضيقة تبرز كل تفاصيل جسمها الخارجية والداخلية، وأن تلبس ملابس تعرى فيها الصدر والإبط والأكتاف والأوراك حتى تعرض اكبر مساحات ممكنة من مفاتن جسدها للناس فى البيت والشارع، وتريد أن تأخذ الرجال من زملاء العمل والأقارب بالأحضان الدافئة والبوس الثلاثى من الجبنين. ويكمن العلاج – فى هذه الحالة – فى أن ترجع الزوجة الى صوابها لتدرك أن زوجها يتوقع منها أن تكون زوجة محتشمة ومسؤولة، ولا يريدها راقصة فى الأفراح والمسارح، وتدرك أن زوجها لا يريد أن يعمل طبالا لدى راقصة. فعلى كلا الزوجين أن يحددا هامشا – متفقا عليه – لضوابط سلوكهما الاجتماعى ليعيشا داخله بدون اختلافات.

كيفية التصرف مع هذه المشكلة

لا تحول الموضوع الى معركة وخلاف دائم ولا مؤقت, ولكن تحاور مع زوجتك بالعقل وبالحب وبدون إجبارها على شئ تكرهه. قل لها إنك إنسانه حرة، وإنه من حقك أن يكون لك مفاهيمك المستقلة وعملك المستقل وشخصيتك المستقلة وعقلك وقرارك المستقل، وأن كل ذلك يضيف اليكى قدرة على تربية أولادك، وعلى مواجهة الحياة بقوة وليس بقلة حيلة، كما يؤمن لكى مستقبلا تعتمدين فيه على نفسك إذا غدر الزمان بزوجك أو باستقراره المالى. والحل الجذرى لهذا النوع من خلافات الأزواج الفكرية أو الدينية التى تقع فى أى مسافة بين إغلاق الزوج أبواب الدنيا على زوجته، وبين فتح زوجته لكل أبواب دنيا على جسدها وكرامتها، هو أن يتفق الزوجان معا على مرجعا واحدا فقط لا مرجعين (حتى لا يتمسك كل طرف بمرجع مختلف)، ويجب أن يكون هذا المرجع مرجعا أصليا وليس تفسيرا له. ومن ثم يقدم هذا المرجع الحد الأدنى من أحكام العرف والشرع الواجب على الطرفين الإلتزام بها والاحتكام اليها عند حدوث أى خلاف من تلك النوعية. فإذا لم يتفقا على مرجع واحد، أو على أحد أحكام المرجع المتفق عليه فى مسألة ما، فعليهما الإستعانة بأحد علماء الرشد لشرح حكم المسألة لهما من ذلك المرجع وليس من خارجه. فاذا لم يقتنع الزوجين أو أحدهما، فلا يجب علي طرف أن يجبر الآخر بشئ يرفضه. فإما أن يوسعا صدرهما ليتعايشا معا بالمعروف على ما بينهما من اختلاف مقبول فى المفاهيم والتصرفات، وهذا بالمناسبة سلوك رشيد، وإما أن يتفرقا بالمعروف فيغنى الله كلا من سعته. وقبل أن يتفقا على الطلاق يجب أن يعطيا زواجهما فرصة للإنقاذ باستخدام التحاكم. والتحاكم هو طلب حكم من أهل الزوجة وحكم من أهل الزوج للفصل فى الشقاق الذى نشب بينهما. قال الله: إن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما.

كيفية التواصل مع الزوج حول المشكلة

أيها الزوجة المحترمة: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة، يرجو منك زوجك المخلص – بكل حب ولطف – أن تتصرفى كإنسانة رشيدة لكى الحق فى التمتع بحرية المفاهيم الدينية وحرية العمل وحرية القرار والتصرف وحرية صنع مستقبك المهنى طالما كان كل ذلك فى حدود الدين والعرف الذى نعيشه والذى نحتكم اليه أنا وأنت معا، والا فأنتى تخاطرين بمستقبل حياتنا الزوجية

Scroll to Top