الدرس الثانى عشر: انشغال الزوجة بالموبايل

الفهم الرشيد للمشكلة

لا ينبغى أن يكون الإدمان على الموبايل والانترنيت سببا فى الطلاق أو لتوسيع فجوة الإنعزال بينكم. والفهم الرشيد للمشكلة يجب أن يشخص المشكلة على أساس إنها حالة إنعزال عائلى اختيارى يصيب جميع أفراد العائلة من أكبرها لأصغرها. ولذلك فالعلاج يتطلب إصرار كبير وصبر طويل من الزوج، ليس لمحاربة الموبايل والإنترنيت فحسب، ولكن لعلاج ذلك الانعزال الاختيارى فى نفسه أولا، وفى زوجته ثانيا، وفى الأولاد ثالثا الى أن يمن الله عليهم جميعا باسترجاع الحالة الطبيعية من التواصل والتفاعل العائلى، وذلك حفاظا على استدامة زواجك واسرتك وبيتك.

كيفية التصرف مع هذه المشكلة

افتح مع زوجتك موضوعات تهمها وتهمك وتهم الأولاد، تكلموا حول مشروعاته الحالية أو المستقبلية، وعن اهتماماته، وعن مشروعاتك أنت، وعن تربية الاولاد ومستقبلهم، وكيف توجهونهم الى انشطة رياضية وثقافية وفنية وكيف تحببون اليهم قراءة الكتب والقصص والشعر والأدب والإتيكيت. وابدأ بنفسك وقم بشراء كتب تقرأونها معا وتناقشونها معا أنت وزوجتك والأولاد واعمل حولها مسابقات ومكافأت وفرصة للتواصل المرح. تكلموا عن الأحداث السياسة العالمية والمحلية التى تؤثر عليكم وتناقشوا حول كيفية تجنب مخاطرها والاستفادة من فرصها. تكلموا عن الدين وعن كيفية مراجعة مفاهيمه الموروثه لإصلاح مفاهيمكم ومفاهيم الأولاد عن أفكار التطرف الموروثة التى تملأ المكتبات الدينية. لكن لا تحول أى موضوع حوار لأزمة، بل اتخذها فرصة لتعلم آداب الحوار. أقنع زوجتك إن الحياة جميلة ولكن ليس لها طعم ولا معنى بدون المشاركة والتواصل معه ومع الأولاد، وأن الوقت المتاح من اليوم أو من العمر قليل وحرام أن نضيعه ثم نبك عليه بعد ذلك

كيفية التواصل مع الزوج حول المشكلة

أيها الزوجة المحترمة: حفاظا على استدامة زواجك بأمان وسعادة يرجو منك زوجك المخلص – بكل حب ولطف – أن تعلمى أنه يدعوكى الى حبه ورعايته وإعطائه حق فى التواصل وحسن العشرة الزوجية معكى ومع أولادك، وأن لا تضحى بكل ذلك مقابل تفاهات الانترنيت والموبايل. إنه يطالبك باهتمام أكثر وبمشاركته فى دفئ الحوار والتواصل لقضاء أوقات عائلية سعيدة فيما تبقى من أيام العمر القليلة

Scroll to Top