محرمات المفاهيم فى الدين

محرمات فساد بعض المفاهيم الدينية -10 محرمات

أيات التحريم فى سورة البقرة:

1- تحريم مفاهيم التميز الديني أو العنصري لأمة على أمة أو لأى أصحاب دين أو ملة على الغير: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104). تحرم الآية 104 قول “راعنا” وهو ذنب يؤدى للكفر والعذاب الأليم كما تشير نهاية الآية. وكلمة “راعنا” تعنى طلب من أمة معينة الى الله بأن يميزها برعاية عنصرية تفضلها على باقى الأمم , وهذا الزعم الكاذب يعتقد به كل الأمم اليهود والمسيحيين والمسلمين. وقد ظهر هذا المفهوم الخاطئ من بعد موت الرسل موسى وعيسى ومحمد , ثم أخذ يتوارث مع الأجيال حتى وصل لأيامنا هذه فى القرن ال 21 الميلادى , فترى كل طائفة منهم يدعى أفضليته وتميزه عند الله مقارنة بأصحاب الملل والمذاهب الأخرى والتى غالبا ما يضعوهم فى تصنيف الكفار ومن أهل النار. ولذلك جاءت الآية التالية مباشرة 105 لتقدم دليلا عمليا على وجود تلك الخصلة النفسية فى أهل الكتاب , اقرأمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) البقرة. فكأن تركيزهم وهمهم كله ينصب على عنصرية أو طائفية المتلقى لرسالة الله وليس على رسالة الله نفسها وما تحتويه من خير يكفى لهداية.

وقد ذكر القرآن أكثر من مثال لادعاءات تميز دينى / عنصري وجاء فيها رد قاطع من الله بنفى أفضلية أو تميز لأى أمة على غيرها الا بالعمل الصالح:

  • وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة.  
  • قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) البقرة.
  • لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) النساء

 ولذك كان أمره سبحانه للذين آمنوا بأن يستبدول كلمة “راعنا” بكلمة “انظرنا” واسمعوا أى ادعوا ربكم أن ينظركم بعد أن تكونوا  قد سمعتم آياته ثم أطعتموها عمليا فى حياتكم لينظر كيف تعملون. اقرأ الآية التالية التى تبين منطق نظر الله الى أعمال الأمم:  قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الأعراف.

وبينما ذكر القرآن أن الله قد فضل بالفعل بنى اسرائيل على العالمين فان ذلك التفضيل كان محصورا فى تنزيل التوراة عليهم , وهو فضل من الله لم تنله أمة أقبلهم. ولم يكن تفضيلهم على العالمين بسبب عنصرهم أو نسبهم الى اسحاق كما يدعون , ولا لأنهم شعب الله المختار كما يكذبون. أى أن التفضيل كان تفضيل عطاء من الله لهم وليس تفضيل مرتبط بهم أو بعنصرهم.  ثم ما لبثوا أن خسروا تلك الأفضلية لنقضهم ميثاق السمع والطاعة لآيات التوراة , ومالبث أن انقلب الفضل لعن لما كفروا بآيات التوراة ولما اعتدوا فى السبت .

  • مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)  المائدة.
  • وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) البقرة.  
 ولقد وضع الله ثلاثة معايير لتحصيل الأفضلية عنده سبحانه والتى تستند الى صلاح العمل وتقوى القلب وذلك فى الآيتين التالييتين:
1- كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)” آل عمران. والآية تبين المعايير الثلاث ل “خيرية” أى أمة (أو دولة) وهى 1- الأمر بالمعروف , 2-النهى عن المنكر , 3-الايمان بالله. والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ليس هو الأمر بالحلال الدينى ولا النهى عن الحرام الدينى كما يفهم – خطأ – معظم المسلمين , فالفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض. ولكن تعريف “المعروف” هو ماتعارف عليه الناس فى أى مجتمع و”المنكر” هو ما أنكر فعله الناس فى ذات المجتمع. فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو العمل الصالح المجتمعى الجماعى والملزم على جميع مستويات الأمة أو الدولة داخل الاطار القيمى الانسانى الواسع لكل مجتمع يعيش فيه الناس من مختلف العقائد الدينية بدون أى تميز دينى او طائفى لأى منهم. فتمحور المجتمع حول الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يمثل العقد الاجتماعى المدنى والدينى – فى نفس الوقت – لحياة أمة أو دولة متحضرة تقوم على قيم المواطنه والعدل والتعاون بين مختلف العناصر والطوائف الدينية.

أما تحقيق المعيار الثالث لخيرية الأمة وهو “الايمان بالله” فلابد هنا من قراءة حدود هذا الشرط فهو يتعلق فقط بـ “ايمان” الفرد بالله وليس بـ “اقامة حزب أو دولة دينية أو عنصرية أو طائفية” كما يدعى الذين بدلوا دينهم المنزل فى التوراة ولانجيل والقرآن كذبا على الله. وهذا الادعاء الكاذب صادف هوى من معظم المتدينون جهلا منهم بكتب الله فتوارثته الأجيال من ضمن تراث الكتب المورث للأمم. فالايمان بالله لا يكون الا عملا فرديا قلبيا ولا يكون أبدا عملا أمميا أو حكوميا , ولا يكون أبدا باقامة دولة دينية لعدة أسباب : أن اقامة دولة دينية هو عمل سلطوى لاكراه الناس على الايمان والله قد حرم الاكراه فى الدين والله لا يحب المعتدين , وهو ايضا تمييز دينى يظلم الأخر والله لا يحب الظالمين , وهو عمل يدعى وكالة الدين  بالكذب على الله. ولذلك فالتطبيق الصحيح لشرط “الايمان بالله” المطلوب لخيرية الأمة يستلزم التطبيق المعايير الثلاثة الفرعية التالية:

3-1 تمكين كل طائفة دينية من ممارسة شعائر وشرائع هويتها الدينية 

3-2 أن يعمل ويعلن المؤمن بالله أن ايمانه بالله هو خير له هو عند ربه كما تشير الآية ولا يمثل أى الزاما منه على الغير أو على الأمة أو على الدولة بأى اتباع لدينه أو لمفاهيمه الدينية عدا الاعتراف بها وبحقوقها المتساوية مع الغير. فان كفر أو لم يؤمن فان ذلك لا يمثل عند الأمة ولا الدولة شرا ولا منكرا لتك الأمة طالما التزم باحترام وحقوق وأمن جميع  الطوائف الدينية الأخرى , وطالما التزم بمحددات المعروف والمنكر لذلك المجتمع. 

3-3 عدم تدخل الأمة أو الدولة فى العلاقة بين العبد وربه ولا أن تسأله عن ايمانه بالله من عدمه ولا عن قوة أو ضعف ايمانه ولا عن تقواه ولا عن فسقه الا اذا تعدى أو اعتدى على الغير فيصبح الأمر قضية جنائية أو اجرامية  تعالج بالقانون والعدل السارى على الجميع. 

فاذا لم يتحقق هذا الحق والأمن الايمانى – وبالشروطة المحددة بعاليه –  لكل طائفة ولكل فرد يفقد ذلك المجتمع أو تلك الأمة شروط الـ “خيرية” فتنقلب الى أمة عنصرية أو طائفية , ولا يقبل منها أى ادعاء كاذب بالأفضلية أو بالخيرية لأنها قد اتخذت وضعا هجوميا غير سلمى – بالتمييز العنصرى فى مواجهة الطوائف والعنصريات الأخرى. 

2- يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات.  والآية تضع معيارا واحدا لأفضلية الفرد عند الله وهو “التقوى” وليس معيار العنصر ولا الطائفة التى ينتمى اليها الفرد. ولما كانت التقوى محلها القلب , ولما كان القب لا يعلم مافيه الا الله فان الادعاء بتلك التقوى أمر لا يقبله ولا يعلمه ولا يحكم به الا الله , ولا يجب ان يكون مقبولا بين الناس للعمل على أساسه أو تصديقه أو تكذيبه. ولكن الآية تدعوا أهل التقوى لترجمة تقواهم الى عمل صالح , وقد أشارت الآية الى أحسن نموذج منه على المستوى الانسانى وهو “التعارف” بمعنى تبادل المعرفة بين البشر بمعنى تبادل التعاون والمنافع والخبرات فى كل المجالات وعمل الخير ونشر الأمن والسلم والعدل فى الأرض. وقد جعل الله جعل تلك الأفضلية مفتوحة عنده لجميع شعوب و قبائل بنى آدم بلا استثناء , ولم بقصرها على اليهود ولا للمسيحيين ولا للمسلمين فقط.

2- تحريم مفاهبم الادعاء بالمسؤلية عن هداية الناس أو محاسبتهم على ايمانهم أو عدم ايمانهم: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) البقرة (ادعاء المسؤلية عن هدى الناس يعد من الكبائر لأن صاحبه يشرك نفسه مع الله الذى يهدى من يشاء) 

3- تحريم مفاهيم الادعاء بأفضلية رسول على رسول أو أمة على أمة: لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة. (حرم الله على المؤمنين التفريق فى درجة الايمان بجميع رسل الله رغم ان الله سبحانه وتعالى قد فضل بعضهم على بعض “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) البقرة. وهذا يعنى أن المؤمن الحق بالله يؤمن بسواسية رسل الله محمد وموسى وعيسى بدون الاعتقاد بتمييز أى منهم على الآخر , فلا يقبل بأن أحدهم أعلى درجة من الأخر أو أن أحدهم خير من الآخر باستثناء سيدنا ابراهيم الذى عينه الله اماما للناس وصاحبا للمله التى سميت باسمه “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة”

4- تحريم مفاهيم تكفير طائفة من أو عموم أهل الكتاب أو تكفير الناس بعضهم بعضا

  • تحريم تكفير عموم الذين أوتوا الكتاب ووجوب الاعتراف بحكم الله عليهم بايمان بعضهم وكفر بعضهم كما هو حكم الله على أتباع محمد بايمان بعضهم وكفر بعضهم ومنهم المنافقون ومنهم من كفرهم الله لتفرقهم واختلافهم كما فى الآيات بعاليه 105 و106. لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115) البقرة.
  • وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) آل عمران. (بعد كل ايات القتال السابقة مع المعتدين من الذين كفروا توجه الآية 199 بحرمة تكفير أو قتال أو معاداة عموم آهل الكتاب لأن منهم “من يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ” , ثم توجه الآية 200 الى التعامل معهم ومع كل المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة على رباط الايمان بالله )

5- تحريم مفاهيم قنل النفس ظلما وعدوانا

  • مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) المائدة
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) النساء
  • وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) النساء

6- تحريم مفاهيم تصنيف الاسلام فى غير تصنيف الـ “دين”. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة (تحرم الآية محاولة اكمال الدين بعد اكمال الله له أو ادعاء نقصانه أو غموضه لاستدعاء تفاسير خاصة مذهبية أو طائفية , كما تحرم تغيير تصنيف أو توظيف الاسلام فى غير خانة الدين)

7- تحريم مفاهيم استخراج شرعة الدين من غير الأحكام التى أنزلها الله فى الكتاب (خاص بالدول المسلمة)

  • أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الأنعام (تحريم اتخاذ حكما فى الدين من غير الله من خلال كتابه المفصل الذى أنزله , وتحريم الشك فى ذلك الكتاب)
  • وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)النحل  (حرم الله أن يحرم الناس ويحللوا غير الذى حرم الله وحلل , وصنفت الآية هذا الفعل فى درجة افتراء الكذب على الله كما صنفته من الكبائر التى توجب العذاب الأليم فى الآخرة وعدم الفلاح فى الدنيا)

8- تحريم مفاهيم اشاعة الفاحشة فى المجتمع المسلم (الدول المسلمة) 

  • إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) النور (تحرم الآية حب اشاعة الفاحشة فى الذين آمنوا وصنفت الآية درجة هذا الذنب بالكبيرة التى تودى بصاحبها لهذاب اليم فى الدنيا والآخرة)
  • يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) النساء

9- تحريم مفاهيم معاداة أو قتال غير المسلمين الذى لم يعتدوا عليهم أو على أرضهم  أو ظاهروا على الاعتداء عليهم:  لا ينْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة. (تحرم الآيات على المؤمنين مفهوم قتال الذين لم يقاتلونهم فى الدين ولم يخرحوهم من ديارهم , وحصرت الآيات شرعية قتال الغير فى حالتين فقط وهما: الاعتداء العسكرى بسبب الدين أو بسبب الأرض والثانى هو المساعدة على ذلك الاعتداء. وصنفت الآيات درجة من يوال ويود اولئك المعتدين بالظالم).

10- تحريم الاغترار بتقلب الذين كفروا فى الحياة الدنيا: لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) (تحرم الآيات على الذين آمنوا أن ينتابهم شعورا نفسيا بالاغترار من سطوة وقوة المعتدين من الذين كفروا فى البلاد , ذلك أن الله يمتعهم متاع الدنيا القليل ثم مأواهم جهنم وبئس المصير , لكن الذين اتقوا فى الدينا ربهم بالخلود فى جنات تجرى من تحتها الأنهار فى نزل من عند الله وذلك الخير لا يقارن بمتاع الدنيا القليل. 

Scroll to Top