الدورة الثانية: تعلم دين الله

منهج تعليمى من تأليف وتقديم المهندس عبدالحليم محمود

تقدم الحد الأدنى من تعلم آيات الله ودينه 

تعريف ضرورة العلم بدين الله
ان الاحاطة علما بدين الله تعد ضرورة دينية ,  لأن المعرفة بالدين اذا لم تسبق الايمان به يصبح ذلك الايمان اداة لحمله الى المجهول أو أن يكون الانسان قد أسلم نفسه – لغير الله من الاشقياء فيضله عن سبيل الله فيدخل فى عذاب الله فى الدنيا والآخرة؟  وتلك المعرفة بدين الله لا تتطلب أن تكون عالما متخصصا فى الدين أو أكاديميا باحثا فى الجامعات الدينية – كما يشيع المضلون – ولا يمكن أن يكون كذلك والا ما سأل الله الناس يوم القيامة عن آياته بهذا السؤالوَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآَيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)” النمل. 
فليعلم الناس أن الله يدعوهم أن يكونوا مؤمنين بدينه بشرط أن يعرفوا الحق المنزل فى كتابه وأن يفتحوا له قلوبهم وسمعهم وعقولهم/ اقرأ. 
  • أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) الحديد
  • وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة. تدبر تلك الآية تجد أن وعد الله بالجنة منصرف الى المؤمنين الذين يعرفون دورهم تجاه بعضهم بعضا (أولياء) وتجاه مجتمعهم (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) ثم تجاه دينهم (يطيعون الله ورسوله) وتلك النوعية من معارف مهام المؤمن هى الحد الأدنى من معارف الرشد فى الدين للمؤمنين
كتاب الله ليس غامضا على عامة الناس:
ان الإحاطة علما بدين الله تتطلب المعرفة العامة بآيات الله المحكمات التى تعرف دينه وتعرف أصول الدين ومعارف رشده ومناهجه التى أنزلها الله فى كتبه معه رسله من نوح الى موسى أو عيس أو محمد لأن دين الله واحد وان اختلفت شرعته ومنهاجه لكل أمة.  فإذا خاطب صاحب الدين من خلقهم بيده فإنه حتما يخاطبهم خطابا يفهمونه , فمن ادعى أن الله يخاطب الناس خطابا غامضا عليهم فكأنه ينكر على الله أنه يعلم مستوى فهمهم أو مستوى فهم آياته المحكمات سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. فمن استقبل رسالة الله له بسمعه وقلبه فآمن بها فقد تبين الرشد من الغى وكانت له حجة من الله يواجه بها المضلون وعروة وثقى يستمسك بها لإتمام نعمة الهه عليه بالثبات على الصراط المستقيم فى الدنيا والفوز فى الآخرة بالجنة ورضا الله. لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) البقرة.
لا يوجد فى دين الله علماء يأتون بشيء من عندهم
لا يوجد فى دين الله  عالم دين من البشر على الإطلاق لأن دين الله غيب بالمطلق لا يعلمه إلا الله وقد أنزل جزء منه عن أحداث الماضي مثل خلق السماوات والأرض وخلق آدم وقصص النبيين , وأيضا عن أنباء المستقبل مثل البعث والحساب والجزاء ومشاهد الجنة والنار. كل ذلك العلم لا يملك فىه العلماء أن يؤمنوا به كما هو ولا يملكون أن يضيفوا الي آيات الله أو أن يفسروها أو يبدلوها أو ينسخوا بعضها ببعضها كما فعل كثير منهم فضلوا وأضلوا كثيرا من خلفهم .ان من يدعون أنهم علماء الدين يريدون أن يحتكروا استقبال رسالة الله التى جعلها الله للناس جميعا يكتمون ما أنزل الله من البينات وينشرون ما تملى عليهم مذاهب مللهم من معتقدات كتبها من سبقوهم ممن فرقوا الأمة وجعلوها شيعا وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون. فهؤلاء قد يكونوا علماء فى مذاهبهم و معارفهم التى درسوها ولكنهم ليسوا علماء فى علم الدين والسبب بسيط أنه لا يوجد عندهم علم من الله نزل عليهم وإنما يتبعون الظن. قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) الأنعام.
دين الله بين فى آيات محكمات
و قد بين الله دينه للناس فى آيات محكمات يستوي فى معرفتها كل من آمن بها سواء كان من عامة الناس أو من الراسخين فى العلم فكلاهما يقول آمنا به كل من عند ربنا. اقرأ وتدبر الآية التالية : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) من سورة آل عمران. وتبين الآية ان الفرق بين عامة المؤمنين وبين الراسخون فى العلم ينحصر فى التذكر لآيات الله عند مواقف الاحتياج اليها فهؤلاء يصفهم الله بأنهم أولوا الألباب.
ما الفرق بين علم الدين وبين الإحاطة بعلم الدين
علم الدين محصور فى محتوى كتاب الله أما الإحاطة بعلم الدين فهى تعلم ومعرفة الحد الأدنى من آيات الكتاب التى تبين الرشد من الغى. من أجل ذلك قدمنا هذه الدورة لتسهل عليك تعلم معايير دين الله وأصوله وبينات رشده ومناهجه من واقع الآيات المحكمات فى الكتاب. أما ما يسمى حاليا بعلوم الدين التى تدرس فى المعاهد والأكاديميات الدينية فى العالم والتى تعتمد على ما ألفه بشر مثل علوم الفقه والحديث والتفسير والفلسفة واللاهوت , فانها لاتمت بصلة الى “العلم بدين الله المنزل” وانما هى علوم إنسانية فى الرأى والفكر والفلسفة والاجتماع  والتاريخ وتوثيق ما رواه المتقدمين منهم , وان كان الكثير منها كانت هى المصدر لتبديل مفاهيم دين الله عند الناس واعتنقوا الدين المبدل وتركوا الدين المنزل الذى سسألهم الله عنه يوم القيامة . 
Visits: 900
Scroll to Top